أحب أن أخالط هذه الطائفة وأعرف طريقتهم واعلم حقائقهم فقلت في نفسي هذا وقتك هذا موضع أنت به مجهول فانبسطت اليهم فكشفت ثوب الحياء عن وجهي فمرة كنت أراسلهم وكرة أزعق معهم وتارة أقرأ لهم القصائد وأخرج معهم الى الرباطات وأذهب الى الدعوات حتى والله حللت من قلوبهم وقلوب اهل البلد بحيث لا غاية ووقع لي بها اسم وقصدني الزوار وحملت إلي الثياب والصرر وكنت آخذه وادفعه اليهم برمته في الوقت لاني كنت غنيا في وسطي نفقة وافرة وأنا كل يوم في دعوة واي دعوة وكانوا يظنون اني افعله زهدا وجعل الناس يتمسحون بي ويذيعون خبري ويقولون لم نر فقيرا قط افضل من هذا حتى إذا وقفت على سرائرهم وعرفت ما اردت منهم هربت منهم في سجو ليلة فاصبحت وقد قطعت ارضا فبينا انا يوما بالبصرة وعلي ثوبي وغلام يتبعني إذا رآني رجل منهم فوقف ينظر الى شبه المتعجب فجزت عليه شبه المنكر