آلاف رجل مرتزق وعليه حراس يحفظونه لئلا ينبثق ولا ترى احسن ولا اتقن من قسمته ويحكى عن الذي قسمه انه قال ما تركت من العدل شيئا الا وقد استعملته فيه الا ما عجزت عنه وقد اقيم لوح فيه شق على طوله في عرضه شعيرة ربما علا الماء فبلغ طوله في اللوح ستين شعيرة فتكون سنة خصبة ويستبشر الناس بذلك ورفعت المقادير واذا كانت ست شعيرات كانت سنة قحط .
وموضع مقياسهم على فرسخ من المدينة شبه حوض مستدير فاذا قدر المتولي لذلك انفذ البريد ساعية الى ديوان النهر خاصة ثم ينفذون الرسل الى جميع المتولين شعب الانهار فيقسموا الماء على ذلك المقدار وعلى الموضع الذي ذكرنا اولا اربعمائة غواص يراعونه في ليلهم ونهارهم وربما احتاجوا دخول الماء في البرد الشديد فيطلون انفسهم بالشمع وعلى كل رجل منهم الخشب وجمع الشوك بشيء معلوم في كل يوم يستعدونه لوقت الحاجة