.
وقد كانت سنة سوء في القديم على ما حدثنا ابو ياسر مسافر بن عبدالله الانصاري قال حدثنا يوسف بن علي قال حدثنا المأمون قال حدثنا محمد بن خلف قال اخبرنا ابو صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج قال لما افتتحت مصر أتى اهلها عمرو بن العاص حين دخل بونه فقالوا أيها الامير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها إذا كانت ثنتا عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا الى جارية بكر بين أبوبها فأرضيناهما وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها فيه فقال لهم عمرو هذا ما لا يكون ابدا إن الاسلام يهدم ما قبله فأقاموا ذلك الشهر وشهرا آخر وشهرا آخر لا يجري فيه النيل بقليل ولا كثير حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب الى عمر بن الخطاب بذلك فكتب اليه إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الاسلام ليهدم ما قبله فبعث ببطاقة في داخل كتابه وكتب الى عمرو إني قد بعثت اليك بطاقة فالقها في النيل فلما قدم الكتاب افتتحه ونظر فإذا في البطاقة من عبد الله عمر امير المؤمنين الى نيل مصر أما بعد فان كنت