مصر قبة الاسلام ونهره أجل الانهار وبخيراته تعمر الحجاز وبأهله يبهج موسم الحاج وبره يعم الشرق والغرب قد وضعه الله بين البحرين وأعلى ذكره في الخافقين حسبك أن الشام على جلالتها رستاقه والحجاز مع أهلها عياله وقيل انه هو الربوة ونهره يجري عسلا في الجنة .
قد عاد فيه حضرة أمير المؤمنين ونسخ بغداد الى يوم الدين وصار مصره أكبر أمصار المسلمين غير أن جعد به سبع سنين متوالية والاعناب والاتيان به غالية ورسوم القبط به عالية وفي كل حين تحل بهم الداهية عمره مصر بن حام بن نوح عليه السلام وهذا شكله ومثاله .
وقد جعلنا اقليم مصر على سبع كور ست منها عامرة ولها أيضا أعمال واسعة ذات ضياع جليلة ولم تكثر مدائن مصر لان أكثر أهل السواد قبط ولا مدينة في قياس علمنا هذا الا بمنبر .
فأولها من نحو الشام الجفار ثم الحوف ثم الريف ثم اسكندرية ثم مقدونية ثم الصعيد والسابعة الواحات