حسن الشكل ظريفه جلبه الخواجا علاء الدين السيواسي فاشتراه الأمير حسام الدين لاجين فلما قتل لاجين في سلطنته صار من خاصكية السلطان وشهد معه وقعه الخزندار ثم وقعة شقحب أخبرني القاضي شهاب الدين القيسراني قال قال لي يوما أنا والأمير سيف الدين طنيال من مماليك الأشرف وسمع صحيح البخاري غير مرة على ابن الشيخ وصحيح مسلم وكتاب الآثار على غيره وسمع من عيسى المطعم وأبي بكر بن عبد الدائم وحدث وقرأ عليه المقريزي ثلاثيات البخاري بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام وأمره الملك السلطان الناصر أمرية عشرة قبل توجهه إلى الكرك وكان قد سلم أقطاعه إلى الأمير صارم الدين صاروجا المظفري وكان على مصطلح الترك أغاله ولما توجه إلى الكرك كان في خدمة الملك السلطان الناصر وجهزة مرة إلى دمشق رسولا إلى الأفرم فاتهمه أن معه كتابا إلى امراء الشام فحصل له منه مخافة شديدة وفتش وعرض عليه العقوبة فلما عاد إلى السلطان الناصر عرفه بذلك فقال له إن عدت إلى الملك فأنت نائب دمشق فلما حضر من الكرك جعل الأمير سيف الدين أرغون وهو الدواراد نائب السلطان بمصر بعد إمساك الجوكندار الكبير وقال لتنكز ولسودي أحضرا كل يوم عند أرغون وتعلما منه النيابة والأحكام فبقيا كذلك سنة يلازمانه فلما مهرا جهز سيف الدين سودي إلى حلب نائبا وسيف الدين تنكز نائبا إلى دمشق فحضر إليها على البريد هو والحاج سيف الدين سودي وأرقطاي والأمير حسام الدين طرنطاي البشمقدار وكان وصولهم إليها في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وتمكن في النيابة وسار بالعسكر إلى ملطية فافتتحها وعظما شأنه وهابه الأمراء بدمشق وأمن الرعايا ولم يكن أحد من الأمراء ولا من أرباب الجاه يقدر أن يظلم ذميا أو غيره خوفا منه لبطشه وشدة إيقاعه ولم يزل في ارتقاء وعلو درجة تتضاعف أقطاعاته وأنعامه وعوائده من الخيل والقماش