لقب السجاد وأقعد في آخر عمره وكان يحمل في محفة إلى الجامع وإلى دار الحديث النورية وعاش ثلاثا وثمانين سنة وسمع من عبد الرحمن بن أبي الحسن الدارمي وأبي المظفر سعيد الفلكي وأبي المكارم بن هلال وعميه الصائن هبة الله وأبي القاسم الحافظ وأبي محمد الحسن الحسين بن الغنى وعبد الواحد ابن إبراهيم ابن القرة والخضر بن شبل الحارثي وإبراهيم بن الحسن الحصني وجماعة وروى عنه البرزالي وعز الدين علي بن محمد بن الأثير والذكي المنذري والكمال القوصي والشهاب الأبرقوهي وتفقه على جمال الأئمة أبي القاسم علي بن الحسن بن الماصح وقرأ برواية ابن عامر على أبي القاسم العمري وتأدب على علي بن عثمان السلمي وبالغ في وصفه ابن الحاجب وقال السيف إلا أنه كثير الالتفات في الصلاة ويقال أنه كان يشير بيده في الصلاة ويشاري بيده لم يبتاع منه وقال ابن الحاجب سألت البرزالي عنه فقال ثقة نبيل كريم صين انتهى ثم درس بها بعده ابنه التاج بن زين الأمناء .
قال الذهبي في سنة ستين وستمائة والتاج عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد الدمشقي بن عساكر سمع الكثير من الخشوعي وطبقته وولي مشيخة النورية بعد والده أمين الدين عبد الصمد وجاور قليلا ثم توفي في حادي عشرين جمادى الأولى بمكة انتهى ثم قال الذهبي في سنة ست وثمانين وستمائة عن عبد الصمد المذكور وابن عساكر الإمام الأوحد أمين الدين أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زين الأمناء الدمشقي المجاور بمكة روى عن جده والشيخ الموفق وكان صالحا خيرا قوي المشاركة في العلم بديع النظم لطيف الشمائل صاحب توجه وصدق ولد سنة أربع عشرة وستمائة وجاور أربعين سنة وتوفي رحمه الله تعالى في جمادى الأولى انتهى .
ثم درس بها بهاء الدين النابلسي وقال ابن كثير في سنة ثلاث وستين وستمائة وممن توفي فيها الشيخ زين الدين خالد بن يوسف بن سعد