سيدنا ومولانا شيخ الاسلام بقية السلف الكرام ابو زكريا محيي الدين يحيى الشهير بوالده مؤلف هذا الكتاب انشا هذه الزاوية رجل يقال له الشيخ عمر الاسكاف الحموي اتى دمشق في اواخر قانصوه الغوري واشتهر في اول تولية السلطان سليم نصره الله تعالى على هذه المملكة الشامية وبني لنفسه هذه الزاوية والدار سكنه بجانبها في سنة مان وعشرين وتسعمائة وكان يدعي بانه يربي الفقراء ويامرهم بان يلبسوا الفروة مقلوبة ويركبوا القصبة ويعلقوا في ارقابهم معلاق راس الغنم ويدوروا بذلك في الشوارع دمشق لاجل كسر النفس كما يزعم لهم شيخهم المذكور وهم يقولون لا اله الا الله باعلا صوتهم ولم يسلموا على احد من غير طريقتهم وصار له اتباع كثيرة من دمشق وضواحيها وغيرهم ومن غضب عليه الشيخ منهم اخرجه وطرده فيستمر ياتي ويضع وجهه على عتبة باب الزاوية ويذكر مع الفقراء من خارج باب فيما يزعم ويقرا الاية من القران بلحن فاحش ويتكلم عليها براية وكذلك غالب اكابر اتباعه وامر غالب من اتبعه اذا توفي ان يدفن شمالي باب الفراديس وغربيها وجعل بينهما وبين التربه جدارحائط دائرة بها لتكون خاصة برسم فقرائه ولم يدفن هو عندهم فيها بل جعل له غربي زاويته المذكورة قبة برسم دفنه تحتها وشباك حديد مطل للطريق السالك لسويقة صاروجا والصالحية وغيرها ولما كان عشية يوم الاثنين سلخ شهر ربيع الثاني سنة احدى وخمسين وتسعمائة حادي عشرين تموز توفي الشيخ عمر المذكور وفي بكرة يوم الثلاثاء مستهل جمادى الاولى غسل وكفن وصلي عليه ودفن تحت القبة المذكورة بزاويته المذكورة وترك ولدين رجلين محمد وعلي ثم من بعده انحلت غالب اتباعه عن طريقته وصار ولده محمد المذكور مكانة بالزاوية المذكورة يجتمع عليه بها اناس قلائل يتكلم لهم بها على طريقة والده انتهى