ههنا فقال اتفكر وارعى فقلت ما ارى بين يديك الا الحجارة فما تنظر وترعى فتغير وقال انظر خواطر قلبي وارعى اوامر ربي فبحق الذي اظهرك علي الا جزت عني فقلت له كلمني بشئ انتفع به حتى امضي قال من لزم الباب اثبت من الخدم ومن اكر الذنوب اكثر الندم وعن الشيخ ابي صالح قال مكثت ستة ايام او سبعة ايام لا آكل ولا اشرب ولحقني عطش شديد فجئت النهر الذي وراء المسجد فجلست انظر الى الماء فذكرت قوله تعالى ! < وكان عرشه على الماء > ! فذهب عني العطش فمكثت تمام العشرة ايام وعنه قال مكثت مرة اربعين يوما لا اشرب فلقيني الشيخ ابو بكر محمد بن حمدوية فادخلني منزله وجاءني بماء وقال لي اشرب فشربت فاخذ فضلي وذهب الى امراته وقال اشربي فضل رجل قد مكث اربعين يوما لم يشرب الماء .
قال ابو صالح ولم يكن اطلع على ذلك الا الله تعالى عز وجل قال ابن كثير ولابي صالح مناقب كثيرة توفي رحمه الله تعالى في جمادى الاولى انتهى وشرط النظر فيه الحنابلة وهو بيد القاضي ناصر الدين بن زريق وفيه امور مرتبة وفيه بيوت حوله وغالب ما فيه انقطع والبيوت خربت والظاهر ان هذه المدرسة العمرية اصلها من بناية نور الدين الشهيد رحمه الله تعالى ولما قال شيخنا بدر الدين بن قاضي شهبة في كتابه الكواكب الدرية في السيرة النورية قال في المرآة الى ان قال فيها وفيها ما حكاه لي الشيخ ابو عمر شيخ المقادسة رحمه الله تعالى قال كان نور الدين يزور والدي الشيخ احمد في المدرسة الصغير التي على نهر يزيد المجاورة للدير ونور الدين بنى هذه المدرسة والمصنع والفرن قال فجاء نور الدين لزيارة والدي وكان بسقف المسجد خشبة مكسورة فقال له يانور الدين لو كشفت السقف وجددته فنظر الى الخشبة وسكت فلما كان من الغد جاء معماره ومعه خشبة صحيحة فزرقها موضع المكسورة ومضى قال فعجب الجماعة فلما جاء الى الزيارة قال بعض الحاضرين يانور الدين فاكرتنا في كشف سقف واعادته فقال لا والله وانما هذا الشيخ احمد رجل صالح وانا ازوره لانتفع به وما اردت ان ازخرف له المسجد وانقض ما هو صحيح وهذه