قضاء الحنابلة الشيخ تقي الدين سليمان بن حمزه المقدسي عوضا عن شرف الدين رحمه الله تعالى انتهى وقال في سنة سبع وتسعين وستمائه وفي شهر ربيع الاول درس بالجوزيه عز الدين ولده وحضر عنده امام الدين القاضي الشافعي واخوه جلال الدين وجماعة من الفضلاء رحمهم الله تعالى وبعد التدريس جلس وحكم عن ابيه باذنه له وقال في سنة تسع وتسعين وستمائة وفي مستهل جمادى الآخرة وصل بريدي بتوليه قضاء الحنابلة بدمشق للشيخ شهاب الدين احمد بن شرف الدين حسن ابن الحافظ جمال الدين ابي موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني المقدسي عوضا عن التقي سليمان بن حمزه بسبب تكلمه في نزول الملك الناصر عن الملك يعني لجاشنكير وانه انما نزل عنه مضطرا الى ذلك ليس بمختار وقد صدق فيما قال انتهى والقاضي شهاب الدين المشار اليه هو احمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الواحد المقدسي ثم الصالحي الفقيه قاضي القضاة شهاب الدين ابن الشيخ شرف الدين سمع من ابن عبد الدائم وبرع وتفقه في المذهب وافتى ودرس بالصالحيه وبحلقه الحنابلة بالجامع الاموي وتولي القضاء نحو ثلاثة اشهر من سنة تسع وتسعين في دولة اليشبكي ثم عزل لما عاد الملك الناصر الى الملك واعيد القاضي سليمان قال البرزالي كان رجلا جيدا من اعيان الحنابلة وفضلائهم مات في تاسع عشرين شهر ربيع الاول سنة عشر وسبعمائة ودفن بمقبرة الشيخ ابي عمر رحمه الله تعالى وكان عود الملك الناصر لدمشق في يوم السبت الثاني والعشرين من شعبان سنة تسع وتسعين المذكورة قال ابن كثير رحمه الله تعالى وفي هذا اليوم رسم السلطان بتقليد قضاء الحنابلة وعوده الى تقي الدين سليمان وجاء الى السلطان الى القصر فسلم عليه ومضى الى الجوزيه فحكم بها ثلاثة اشهر انتهى واستمر بالقضاء الى اواخر سنة خمس عشرة فتوفي فجأة بعد مرجعه من البلد وحكمه بالجوزيه فلما وصل الى منزله بالدير تغيرت حاله ومات عقب صلاة المغرب ليلة الاثنين حادي عشرين ذي القعده قال الذهبي رحمه الله تعالى وله ثمان وثمانون سنة وكان مسند الشام في وقته ودفن من الغد بتربة جده رحمهم الله تعالى وحضره خلق كثير وجم غفير ثم تولى بعد تقي الدين المذكور القاضي ابن مسلم