أنشأتها عزيزة الدين أحشا خاتون بنت الملك قطب الدين صاحب ماردين وهي زوجة السلطان الملك المعظم في سنة عشر وستمائة ووقفتها سنة أربع وعشرين وستمائة انتهى وأظن قطب الدين مودود ابن أتابك زنكي أخو نور الدين الشهيد هو والدها والله سبحانه وتعالى أعلم والذي وجد من وقفها في سنة عشرين وثمانمائة بكشف سيدي محمد بن منجك النصاري بستان جوار الجسر الأبيض وبستان آخر جوار المدرسة المذكورة وعدة ثلاث حوانيت بالجسر المذكور والأحكار جوارها أيضا انتهى ومن شرط واقفها مدرسها أن لا يكون مدرسا بغيرها ثم قال عزالدين أول من درس بها الصدر الخلاطي وبعده برهان الدين إبراهيم التركماني إلى أن توفي فوليها شمس الدين ملك شاه المعروف بقاضي بيسان ثم عادت إلى برهان الدين المذكور وبقي بها إلى أن توفي ثم وليها بعده برهان الدين أبو إسحاق حمزة بن خلف بن أيوب ثم أخذت منه ووليها الصدر بن عقبة ثم أخذت منه وعادت إلى برهان الدين المذكور ثم أخذت منه في سنة سبع وخمسين وستمائة وتولاها شمس الدين مشرف العجمي ولم يزل بها إلى أن توفي في سنة سبعين وستمائة ثم عادت إلى برهان الدين التركماني وهو بها إلى الآن انتهى وقال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في الذيل في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وممن توفي فيه الشيخ زين الدين أبو عبدالله محمد ابن القضاي تاج الدين عبدالله بن علي المارداني الاصلي الدمشقي الحنفي المعروف بابن قاضي صور مولده على ما أخبرني به سنة تسعين وسبعمائة وتلقى عن والده تدريس الماردانية ونظرها ونظر التربة الجركسية بالصالحية وغير ذلك وباشر ذلك مباشرة سيئة وكان يقع بينه وبين المستحقين شر كثير ولم يكن قائما بشيء من العلوم ثم ولي نيابة القضاء في شهر رمضان سنة تسع وعشرين بمالة بذله وأنكر الناس ولايته توفي بسكنه بالصالحية يوم الأحد حادي عشر الشهر وكان له مدة متضعفا ثم عوفي وكان يوم الخميس ثامن الشهر يحكم المدرسة النورية ودفن بتربتهم بسفح قاسيون