في سنة خمس وستمائة وتولاها فخر الدين بن عثمان المعروف بالزقزوق إلى أن توفي ثم تولاها شمس الدين سليمان بن إسماعيل المعروف بالملطي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى ثم درس بها الصاحب محيي الدين بن النحاس وقد مرت ترجمته في المدرسة التي قبل هذه ثم قال ابن كثير في سنة ست وتسعين وفي المحرم منها حضر شهاب الدين يوسف ابن قاضي حلب ووزير دمشق محيي الدين محمد بن بدر الدين يعقوب بن إبراهيم بن عبدالله بن طارق بن سالم بن النحاس الأسدي الحلبي أصل الحنفي الدمشقي تدريس أبيه في الزنجارية والظاهرة وحضر الناس عنده عوضا عن والده توفي ببستانه بالمزة عشية الإثنين سلخ ذي الحجة من سنة خمس وتسعين وستمائة ودفن يوم الثلاثاء مستهل هذه السنة انتهى كلامه وقال في سنة ثمان وتسعين وستمائة القاضي شهاب الدين يوسف ابن الصاحب محيي الدين بن النحاس أحد رؤساء الحنفية ومدرس الزنجارية الظاهرية توفي ببستانه بالمزو ثالث عشر ذي الحجة انتهى ودرس بعده بالزنجيلية قاضي القضاة شمس الدين الأذرعي وستأتي ترجمته في المدرسة العلمية ودرس بعده بالزنجارية القاضي جلال الدين بن حسام الدين انتهى وقد مرت ترجمته القاضي جلال الدين هذا في المدرسة الخاتونية الجوانية ثم درس بها الشيخ شمس الدين القطعة قال الأسدي في شهر رمضان سنة ست عشرة وثمانمائة من ذيله لتاريخ شيخه وممن توفي فيه الشيخ شمس الدين محمد الحجيني الحنفي المعروف بالقطعة أخذ عن جماعة من مشايخ الحنفية كالشيخ صدر الدين بن منصور وأخيه والشيخ شهاب الدين بن خضر وحفظ كتابا ولازم الاشتغال حتى صار في آخر عمره أحفظ الحنفية بدمشق لفروع مذهبه ثم أنه كان بعيد الذهن جدا جامدا وكان يكتب خطا رديئا إلى الغاية بحيث أنه إذا أراد أن يكتب ينقط له رسم الكتابة وكان رث الهيأة والملبس معانقا للفقر وقد درس بالمدرسة الزنجيلية مات رحمه الله تعالى في خامس هذا الشهر ولم أعلم