خمس وسبعين وخمسمائة على يد الحاجب أبي الفتح عرف بابن العميد وأول من صلى الله عليه وسلم بها أبو جعفر القرطبي ولم تزل الإمامة في يده ويد أولاده إلى سنة ثلاث وأربعين وستمائة فانقرضوا ولم يبق لهم عقب ثم تولي إمامتها في الأيام الصالحية النجمية الشيخ أحمد بن محمد بن الخلاطي الصوفي ولم يزل بها إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين وستمائة وتوفي بها بعده ولده وهو مستمر بها إلى الآن وجدد المرحوم جمال الدين بن يغمور في أيامه بركة الكلاسة وبلط دهليزها وأرض البركة في سنة سبع وأربعين وستمائة قال ذلك ابن شداد وقال ابن قاضي شهبة في ذيلة في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وفيه شرع في تعزيل التراب من المدرسة الكلاسة من الإيوان الشرقي وسبب ذلك أن النائب جقمق فتح لتربته شبابيك إلى الكلاسة من الإيوان فأراد عمارتها فطلب العامل على المدرسة المذكورة وسال عن مالها فقال أخذه المدرس والناظر وبعض الفقهاء فحسب ما أخذه فكان أزيد من خمسة آلاف فرسم بأن تسترجع ويعمر بها فقيل له إن هذا الوقف ليس هو وقف الكلاسة وإنما هو وقف على من درس بها فلم يسمع ورسم على تقي الدين صهر الغزي شهاب الدين المدرس والعامل بدار السعادة أكثر من شهر ثم أطلقا على أن يشرعا في العمارة انتهى وذكر قبل ذلك نحو صفحة حكاية عن المجادلي إمام الكلاسة وما قال في حق الغزي وما جرى له بسببه ودرس بها الكمال بن الحرستاني وقد مرت ترجمه في المدرسة الأكزية ثم درس بها قاضي القضا بهاء الدين ابن الزكي وقد مرت ترجمته في المدرسة التقوية ورتب مدرسا بها عن بني الزكي قال المعتمدي محمد بن إبراهيم الصفدي ثم الدمشقي المصري الشيخ الإمام الفقيه المحصل العالم البارع المتصوف شمس الدين قدم من بلاده فانزله الشيخ زين الدين بن المرحل في بيته الشامية ثم تنزل فقيها بالمدرسة وحفظ كتاب الشيخ زين الدين الذي ألفه في الأصول واشتغل وحصل ثم أذن له بالفتوى مدرس الشامية ابن خطيب يبرود