القيمرية عند مئذنة فيروز وعمل على بابها الساعات التي لم يسبق إلى مثلها ولا عمل على شكلها يقال إنه غرم عليها أربعين ألف درهم وقال الصفدي حسين بن عبدالعزيز أبي الفوارس الأمير ناصر الدين أبو المعالي القيمري صاحب المدرسة القيمرية الكبرى التي بسوق الحريمين كان من أعظم الناس وجاهة وأقطاعا وكان بطلا شجاعا وهو الذي ملك الناصر دمشق وكان أبوه شمس الدين من أجل الأمراء وتوفي مرابطا بالساحل سنة خمس وستين وستمائة وكان الظاهر قد أقطعه أقطاعا جيدا وجعله مقدم العساكر بالساحل فمات به وعمل عزاه بالجامع وان يضاهي الملوك في مركبه وتجمله وغلمانه وحاشيته وقيل إنه غرم على الساعات التي على باب مدرسته ما يزيد على أربعين ألف درهم انتهى ثم إن واقفها فوض تدريسها الى القاضي شمس الدين الشهرزوري وإلى أولي الأهلية من ذريته وهو الإمام شمس الدين أبو الحسن علي بن محمود بن علي بن محرز بن علي الشهرزوري الكردي قال الذهبي فقيه إمام عارف بالمذهب موصوف بجودة النقل حسن الديانة قوي النفس ذو هيبة ووقار وقد ناب في القضاء على ابن خلطان تكلم بدار العدل بحضرة الملك الظاهر عندما احتاط على الغوطة فقال الماء والكلأ والمرعى لا تملك وكل من بيده ملك فهو له فبهت السلطان لكلامه وانفص الموعد على هذا المعنى وقد وقع نحو هذا الكلام للملك الظاهر من قاضي القضاة الحنفية شمس الدين أبي محمد المعروف بالقاضي عبدالله الأذرهي مدرس المرشدية وهو أول من درس بها وأول من ولي قضاء الحنفية مستقلا بدمشق وأغلظ على السلطان في خطابه حيث قال بدار العدل اليد لأرباب الأملاك ولايحل لأحد أن ينازعهم في أملاكهم ومن اتحل ما حرم الله فقد كقر فغضب السلطان غضبا شديدا وتغير لونه وقال أنا أكفر انظروا لكم سلطانا غيري وانفض المجلس على وحشة من السلطان فلما كان الليل أرسل السلطان في طلب القاضي فلما دخل عليه قام له وعظمه وخلع عليه ونزل مجبورا معظما لخصت ذلك من شرح الطرسوسي