شعبان باشر الشيخ كمال بن الزملكاني مشيخة دار الحديث الاشرفية عوضا عن ابن الوكيل وأخذ في التفسير والحديث والفقه فذكر من ذلك دروسا حسنة ثم لم يستمر بها سوى خمسة عشر يوما حتى أنتزعها منه كمال الدين بن الشريشي انتهى وكمال الدين بن الزملكاني هذا قاله ابن كثير في سنة سبع وعشرين وسبعمائة هو شيخنا الامام العلامة محمد أبو المعالي بن الشيخ علاء الدين بن عبد الواحد بن خطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الانصاري الشافعي شيخ الشافعية بالشام وغيرها انتهت إليه رياسة المذهب تدريسا وافتاء ومناظرة ولد ليلة الاثنين ثامن من شوال سنة ست وستين وستمائة وسمع الكثير واشتغل على الشيخ تاج الدين الفزاري وفي الاصول على القاضي بهاء الدين ابن الزكي وفي النحو على بدر الدين بن مالك وغيرهم وبرع وحصل وساد أقرانه من أهل مذهبه وحاز قصب السبق عليهم بذهنه الوقاد في تحصيل العلم الذي أسهده ومنعه الرقاد وعبارته التي هي أشهى من كل شيء معتاد وخطه الذي هو أزهر من أزاهير الوهاد وقد درس بعدة مدارس بدمشق وباشر عدة جهات كبار كنظر الخزانة ونظر المارستان النوري وديوان الملك السعيد ووكالة بيت المال وله تعاليق مفيدة واختيارات حميدة سديدة ومناظرات سعيدة ومما علقه قطعة كبيرة من شرح المنهاج للنواوي ومجلد في الرد على الشيخ العالم تقي الدين بن تيمية في مسألة الطلاق وغير ذلك انتهى .
قلت قيل إنه أول من شرح المنهاج المذكور وله فتاوى حسنة محررة والله سبحانه وتعالى أعلم ثم قال ابن كثير وأما دروسه في المحافل فلم أسمع أحدا من الناس درس أحسن منها ولا أحلى من عبارته وحسن تقريره وجودة احترازاته وصحة ذهنه وقوة قريحته وحسن نظمه وقد درس بالشامية البرانية والعذراوية والظاهرية الجوانية والرواحية والمسرورية فكان يعطي كل واحدة منهن حقها بحيث ينسخ كل واحد من تلك الدروس ما قيل من حسنة