قاسيون وكان رئيسا حسن الأخلاق جاوز خمسين سنة انتهى ثم ذكر الدرس بها من بعده الشيخ الإمام العلامة مفتي الشام كمال الدين أبو الفضائل سلار بن الحسن بن عمر بن سعيد الأربلي شيخ الأصحاب ومفيد الطلاب تفقه على ابن الصلاح حتى برع في المذهب وتقدم وساد واحتاج الناس إليه وكان في البادرائية عينه لها واقفها فباشرها إلى أن توفي رحمه الله ولم يكن معه غيرها يعيد ويفيد ويصنف ويعلق ويؤلف وينشر المذهب ولم يزد منصبا آخر وقد اختصر البحر للروياني في مجلدات عديدة وانتفع به جماعة من الأصحاب منهم الشيخ محيى الدين النواوي وأثنى عليه ثناء حسنا قال وتفقه على جماعة منهم أبو بكر الماهيالي وعلى ابن البرزي وقال الشريف عز الدين كان عليه مدار الفتوى بالشام في وقته ولم يترك بعده في بلاد مثله في الافتاء توفي رحمه الله تعالى في جمادى الآخرة سنة سبعين وستمائة في عشر السبعين وقيل أنه نيف عليه وإنه دفن بباب الصغير ثم ذكر الدرس بها القاضي عز الدين أبو حفص عمر بن أسعد بن أبي غالب الأربلي معيد البادرائية وصاحب ابن الصلاح وشيخ النواوي رحمهما الله تعالى سمع الحديث من جماعة .
قال الذهبي وكان دينا فاضلا بارعا في المذهب وقد ناب في القضاء عن ابن الصائغ ودرس واشتغل وكان النواوي رحمه الله تعالى يتأدب معه ربما قام وملأ الإبريق ومشى به قدامه للطهارة توفي رحمه الله تعالى في شهر رمضان سنة خمس وسبعين وستمائة ثم وليها بعده العلامة تاج الدين الفركاح ودرس بها في سنة ست وسبعين وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث النورية ثم وليها بعده ولده في التدريس العلامة شيخ الإسلام برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ولد في شهر ربيع الأول سنة ستين وستمائة وسمع الكثير من ابن عبد الدائم ابن أبي اليسر وعدة غيرهما وله مشيخة خرجها العلاني وأخذ عن والده وبرع وأعاد في حلقته وأخذ النحو عن عمه شرف الدين