.
29 المدرسة الأسدية .
بالشرف القبلي ظاهر دمشق وهي المطلة على الميدان الأخضر وهي على الطائفتين الشافعية والحنفية قال أبو شامة وقال القاضي عز الدين بن شداد في كتابه الأعلاق الخطيرة المدرسة الأسدية على الفريقين أنشأها أسد الدين شيركوه الكبير انتهى وقوله على الفرقين أي الشافعية والحنفية كما في الدماغية والعذراوية والظاهرية فهذه مشتركة بيننا وبين الحنفية وذكر قبل ذلك في كلامه على الجامع الأموي عبارة سقتها في الصلاحية بالكلاسة وفي آخر عبارته مدرسة الملك المظفر أسد الدين شافعية انتهى فتأمله .
قال الذهبي في سنة أربع وستين وخمسمائة شيركوه بن شادي بن مروان الملك المنصور أسد الدين قد ذكرنا من أخباره سابقا توفي بالقاهرة فجأة في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة ثم نقل إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وكان بطلا شجاعا شديد البأس ممن يضرب بشجاعته المثل له صيت بعيد توفي شهيدا بخانوق عظيم قتله في ليلة وكان كثيرا ما يعتريه وورثه ولده الملك القاهر ناصر الدين محمد صاحب حمص انتهى .
وقال الأسدي في تاريخه في سنة أربع وستين وخمسمائة شيركوه بن شادي ابن مروان بن يعقوب وقيل مروان بن محمد بن يعقوب الملك المنصور أسد الدين مولده بدوين بلدة من طرف أذربيجان ونشأ بتكريت إذ كان أبوه متولى قلعتها قال ابن الأثير أصلهم من الأكراد الحدثانية وأنكر جماعة من بني أيوب النسبة إلى الأكراد وقالوا إنما نحن عرب نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم وأسد الدين هذا من أمراء نور الدين رحمه الله تعالى سيره إلى مصر عونا لشاور يعني الوزير السعدي ولم يف له شاور فعاد إلى دمشق وفي سنة ثنتين وستين عاد إلى مصر أسد الدين طامعا في أخذها فكانت تلك الوقعة عند الأشمونيين وكسر عسكر مصر والفرنج إلى أن قال