@ 105 @ .
قال وقال محمد بن بحر الشجيني أخو زكريا كنت أخاف الفقر مع ما كنت أملك من المال فقال لي يوما أبو حفص إن قضى الله عليك الفقر لا يقدر أحد أن يغنيك فذهب خوف الفقر من قلبي رأسا .
قال قال أبو حفص الفقير الصادق الذي يكون في كل وقت بحكمه فإذا ورد عليه وارد يشغله عن حكم وقته يستوحش منه وينفيه .
قال وقال أبو حفص ما أعز الفقر إلى الله وأذل الفقر إلى الاشكال وما أحسن الاستغناء بالله وأقبح الاستغناء باللثام .
سمعت جدي رحمه الله يقول كان أبو حفص إذا غضب تكلم في حسن الخلق حتى يسكن غضبه ثم يرجع إلى حديثه .
سمعت عبد الرحمن بن الحسين الصوفي يقول بلغني أن مشايخ بغداد اجتمعوا عند أبي حفص وسألوه عن الفتوة فقال تكلموا أنتم فإن لكم العبارة واللسان فقال الجنيد الفتوة إسقاط الرؤية وترك النسبة .
فقال أبو حفص ما أحسن ما قلت ولكن الفتوة عندي أداء الإنصاف وترك مطالبة الإنصاف فقال الجنيد قوموا يا أصحابنا فقد زاد أبو حفص على آدم وذريته .
وسمعت عبد الرحمن يقول بلغني أنه لما أراد أبو حفص الخروج من بغداد شيعه من بها من المشايخ والفتيان فلما أرادوا أن يرجعوا قال له بعضهم دلنا على الفتوة ما هي فقال الفتوة تؤخذ استعمالا ومعاملة لا نطقا فتعجبوا من كلامه .
قال وسئل أبو حفص هل للفتى من علامة قال نعم من يرى الفتيان ولا يستحى منهم في شمائله وأفعاله فهو فتى