.
وكان يقول إن قوما عبدوا الله عز وجل رهبة فتلك عبادة العبيد وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار .
وعنه عن أبيه أن علي بن الحسين كان لايحب أن يعنيه أحد على طهوره وكان يستقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن ينام فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم يتوضأ ثم يأخذ في صلاته وكان يقضي ما فاته من صلاة النهار بالليل ثم يقول يا بني ليس هذا عليكم بواجب ولكن أحب لمن عود نفسه منكم عادة من الخير أن يدوم عليها .
وكان لايدع صلاة الليل في الحضر والسفر وكان يقول عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء .
وكان إذا أتاه السائل رحب به وقال مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة وكلمة رجل فافترى عليه فقال إن كنا كما قلت فنستغفر الله وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال جعلت فداك ليس كما قلت أنا فاغفر لي قال غفر الله لك فقال الرجل الله أعلم حيث يجعل رسالته