أيام منذ فارقتهم وهم يتحينون قدر ما كنت أغيب ثم يطلبوني فإن لم يجدوني رحلوا .
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فأخبرته خير أم كثلوم فرحب بها وسهل فقلت إني فررت إليك بديني فامنعني ولا تردني إليهم يفتنوني ويعذبوني ولا صبر لي على العذاب إنما أنا امرأة وضعف النساء إلى ما تعرف وقد رأيتك رددت رجلين حتى امتنع أحداهما فقال إن الله عز وجل قد نقض العهد في النساء وحكم في ذلك بحكم رضوه كلهم وكان يرد النساء فقدم أخواها الوليد وعمارة من الغد فقالا أوف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه فقال قد نقص الله الغد فانصرفا .
قلت وأعلم أن نقض العهد في النساء معناه نزول الامتحان في حقوقهن فامتحنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتحن النساء بعدها وذلك أنه كان يقول لهن والله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام وما خرجتن لزوج ولا مال فإذا قلنا ذلك تركهن ولم يرددن إلى أهليهن وكانت أم كلثوم عاتقا حينئذ فتزوجها زيد بن حارثة فلما