.
أبو عمران التمار قال غدوت يوما قبل الفجر إلى مسجد الحسن الحفرى فإذا باب المسجد مغلق وإذا الحسن جالس يدعو وإذا ضجة في المسجد وجماعة يؤمنون على دعائه فجلست على باب المسجد حتى فرغ من دعائه ثم قام فأذن وفتح باب المسجد فدخلت فلم أجد في المسجد أحدا فلما أصبح وتفرق من عنده قلت له يا أبا سعيد إني والله رأيت عجبا قال وما رأيت فأخبرته بالذي رأيت وسمعت فقال أولئك جن من أهل نصيبين يجيئون يشهدون معي ختم القرآن كل ليلة جمعة ثم ينصرفون .
محمد بن عبدالعزيز بن سلمان العابد قال كان أبي إذا قام من الليل يتهجد سمعت في الدار جلبة شديدة واستسقاء للماء كثيرة قال فنرى أن الجن كانوا يتيقظون لتهجده فيصلون معه .
سرى السقطى قال بدوت يوما من الأيام وأنا حدث فطاب وقتي وجن على الليل وأنا بفناء جبل لا أنيس به فناداني مناد من جوف الجبل لا تدور القلوب في الغيوب حتى تذوب النفوس من مخافة فوت المحبوب قال فتعجبت وقلت جنى يناديني أم إنسى قال بل جنى مؤمن بالله عز وجل ومعى إخواني قال قلت فهل عندهم ما عندك قال نعم وزيادة قال فناداني الثاني منهم لا تذهب من البدن الفترة إلا بدوام الغربة قال فقلت في نفسي ما أبلغ كلامهم فناداني الثالث منهم من أنس به في الظلام لا يبقى له اهتمام قال فصعقت فما افقت إلا برائحة الطيب فإذا أترجة على صدرى