وأبوابه تأويه الجن فدخلت معتبرا فإذا شيخ عظيم الخلق يصلى نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقه كتعجبى من طراوة جبته فسلمت عليه فرد على السلام وقال يا سهل إن الأبدان لا تخلق الثياب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه الجبة علي منذ سبعمائة سنة بها لقيت عيسى بن مريم ومحمدا صلى الله عليه وسلم فآمنت به فقلت له من أنت قال أنا الذي نزلت في ! < قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن > ! .
سملة بن شبيب قال عزمت على النقلة إلى مكة فبعت دراي فلما فرغتها وسلمتها وقفت علي بابها فقلت يا أهل الدار جاورناكم فأحسنتم جوارنا جزاكم الله خيرا وقد بعنا الدار ونحن على النقلة إلى مكة فعليكم السلام ورحمة الله قال فأجابني من الدار مجيب فقال وأنتم جزاكم الله خيرا ما راينا منكم إلا خيرا ونحن على النقلة أيضا فإن الذي اشترى الدار رافضي يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما .
سرى بن اسماعيل يذكر عن يزيد الرقاشي أن صفوان بن محرز المازني كان إذا قام إلى تجده من الليل قام معه سكان داره من الجن فصلوا بصلاته واستمعوا لقراءته قال السرى فقلت ليزيد وأنى علم قال كان إذا قام سمع لهم ضجة فاستوحش لذلك فنودى لا ترع أبا عبدالله فإنما نحن إخوانك نقوم للتهجد كما تقوم فنصلى بصلاتك قال فكأنه أنس بعد ذلك إلى حركتهم