بصنوف اللهو و فمكث كذلك زمانا وكان إلى جانب الملك عابد فبينا هو ذات ليلة يقرأ إذ رفع صوته وهو يقول يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة فسمعت الجارية قراءته فقالت لجواريها كفوا فلم يكفوا وجعل العابد يردد الآية والجارية تقول لهم كفوا فلم يكفوا فوضعت يدها في جيبها فشقت ثيابها فانطلقوا إلى أبيها فأخبروه بالقصة فأقبل إليها فقال يا حبيبتي ما حالك منذ الليلة ما يبكيك وضمها إليه فقالت أسالك بالله يا أبه لله عز وجل دار فيها نار وقودها الناس والحجارة قال نعم قالت وما يمنعك يا أبه أن تخبرني والله لا أكلت طيبا ولا نمت على لين حتى أعلم أين منزلي في الجنة أو النار .
1014 عابدة اخرى .
سعيد أبو عثمان ثقة من أهل العلم قال نظر رجل إلى امرأة فقال ما رأيت مثل هذاالحسن وهذه النضارة وما ذاك إلا من قلة الحزن فقالت يا عبدالله والله إني ليذبحني الحزن ما يشركني فيه أحد قال وكيف قالت ذبح زوجي شاة مضحيا ولي صبيان يلعبان فقال أكبرهما للأصغر أريك كيف صنع أبي بالشاة فعلقه فذبحه فما شعرنا به إلا متشحطا فلما استعلت الضجة هرب الغلام ناحية الجبل فرهقه ذئب فأكله ونحن لانعلم واتبعه أبوه يطلبه فمات عطشا فأفردني الدهر قال فكيف صبرك قالت لو رأيت في الجزع مدركا ما اخترت عليه