أن يغشياني أصاباني وإن أمرهما أن يتركاني تركاني يا داراني تصف الزهد وتخاف من البرد أنا أسيح في هذه البرية ثلاثين سنة ما انتفضت ولا ارتعدت يلبسني في البرد فيحا من محبته و يلبسني في الصيف مذاق برد محبته ثم ولى وهو يقول يا داراني تبكي و تصيح وتستريح إلى الترويح فكان أبو سليمان يقول لم يعرفني غيره .
916 عابد آخر .
قال الأصمعي حدثنا شبيب بن شيبة قال كنا بطريق مكة و بين أيدينا سفرة نتغدى في يوم قائظ فوقف علينا أعرابي ومعه جارية له زنجية فقال يا قوم أفيكم أحد يقرأ كلام الله عزوجل حتى يكتب لنا كتابا قال قلت له أصب من غدائنا حتى نكتب لك ما تريد قال إني صائم فعجبنا من صومه في البرية فلما فرغنا من غدائنا دعونا به فقلنا ما تريد فقال أيها الرجل إن الدنيا قد كانت ولم أكن فيها و ستكون ولا أكون فيها وإني أردت أن أعتق جاريتي هذه لوجه عزوجل ثم ليوم العقبة تدري ما يوم العقبة قول الله تعالى فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة اكتب ما أقول لك ولا تزيدن علي حرفا هذه فلانة خادم فلان قد أعتقها لوجه الله عزوجل ليوم العقبة