رطلا ونصفا قد أتى عليه الدهور فوضعه وقعد يحدثني حتى إذا كادت الشمس تغرب اجتمعت حواليه ظباء فاعتقل منها ظبية فحلبها حتى ملأ ذلك القدح ثم أرسلها فلما سقط القرص حساه ثم قال ما هو غير ما ترى وربما احتجت إلى الشيء من هذا فتجتمع حولي هذه الظباء فآخذ حاجتي وأرسلها قلت أبو إبراهيم اسمه أحمد ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف معروف بالعلم والزهد وكان أحمد بن حنبل إذا رآه قام قائما .
867 عابد آخر .
أبو صالح الدمشقي قال كنت أدور في جبل اللكام أطلب الزهاد والعباد فرأيت رجلا عليه مرقعة جالسا على حجر مطرقا إلى الأرض فقلت له يا شيخ ما تصنع ها هنا قال أنظر وأرعى فقلت له ما أرى بين يديك إلا الحجارة فماالذي تنظر وترعى قال فتغير لونه ثم نظر إلي مغضبا وقال أنظر خواطر قلبي وأرعى أوامر ربي ويحق الذي أظهرك علي إلا جزت عني فقلت كلمني بشيء أنتفع به حتى أمضى فقال من لزم الباب أثبت في الخدم ومن أكثر ذكر الذنوب أكثر من الندم ومن استغنى بالله أمن العدم ثم تركني ومضى .
868 عابد آخر .
سري السقطى قال مكثت أربعين سنة أسأل الله عزوجل أن يريني وليا من أوليائه قال فلم أر أحدا فخرجت إلى الثغر و صعدت جبل اللكام فبينما إنا أمشي في المحجة إذ رأيت قوما جلوسا نحو ثلاثين