فجعلت أجد الرجل بعد الرجل شديد الاجتهاد حتى قال لي رجل قد كان ههنا رجل من النحو الذي تريد و لكنا فقدنا من عقله فلا ندري يريد أن يحتجب من الناس بذلك أم هو شيء أصابه قلت و ما أنكرتم منه قال إذا كلمه أحد قال الوليد وعاتكة لا يزيده عليه قال قلت فكيف لي به قال هذه مدرجته فانتظرته فإذا برجل واله كريه الوجه كريه المنظر وافر الشعر متغير اللون وإذا الصبيان حوله و خلفه وهو ساكت يمشي و هم خلفه سكوت يمشون و عليه أطمار دنسة قال فتقدمت إليه فسلمت عليه فالتفت إلي فرد علي السلام فقلت يرحمك الله إني أريد أن أكلمك فقال الوليد وعاتكة قلت قد أخبرت بقصتك فقال الوليد و عاتكة .
ثم مضى حتى دخل المسجد و رجع الصبيان الذين كانوا يتبعونه فاعتزل إلى سارية فركع فأطال الركوع ثم سجد فدنوت منه فقلت رحمك الله رجل غريب يريد أن يكلمك و يسألك عن شيء فإن شئت فأطل و إن شئت فأقصر فلست ببارح حتى تكلمني قال وهو في سجوده يدعو ويتضرع ففهمت عنه و هو يقول سترك سترك قال فأطال السجود حتى سئمت فدنوت منه فلم أسمع له نفسا ولا حركة قال فحركته فإذا هو ميت كأنه قد مات من دهر طويل