وتقطعت نفسه عليها حسرات فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم إلى يوم .
عن ضمرة عن الأوزاعي قال الناس عندنا أهل العلم .
عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي أنه وعظ فقال في موعظته أيها الناس تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة فإنكم في دار الثواء فيها قليل وأنتم فيها مؤجلون خلائف من بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا أنفها و زهرتها فهم كانوا أطول منكم أعمارا وأمد أجساما وأعظم آثارا فخددواالجبال و جابوا الصخور و نقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد وأجسام كالعماد فما لبثت الأيام و الليالي أن طوت مددهم و عفت آثارهم وأخوت منازلهم وأنست ذكرهم فما تحس منهم من أحد و لا تسمع لهم ركزا كانوا بلهو الأمل آمنين لبيات قوم غافلين أو لصباح قوم نادمين ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله عزوجل فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمة وزوال نعمة ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم و عبرة لمن يخشى وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص و دينا مقبوضة في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاؤه فلم تبق منه إلا منه شر و صبابة