ميلا قالت ثمانية عشر ميلا في حاجة إن هذه لحاجة مهمة قلت أجل قالت فما اسمك قلت عثمان قالت يا عثمان ألا سألت صاحب القرية أن يوجه إليك بحاجتك ولا تتعنى قال و لم أعلم الذي أرادت قلت يا عجوز ليس بيني و بين صاحب القرية معرفة قالت يا عثمان وما الذي أوحش بينك وبين معرفته وقطع بينك وبين الاتصال به فعرفت الذي أرادت فبكيت فقالت من أي شيء تبكي من شيء كنت فعلته ونسيته أو من شيء أنسيته و ذكرته قلت لا بل من شيء كنت أنسيته وذكرته قالت يا عثمان احمد الله عزوجل الذي لم يتركك في حيرتك أتحب الله عزوجل قلت نعم قالت فاصدقني قلت إي والله إني لأحب الله عزوجل قالت فما الذي أفادك من طرائف حكمته إذ أوصلك إلى محبته قال فبقيت لا أدري ما أقول قالت يا عثمان لعلك ممن يحب أن يكتم المحبة قال فبقيت بين يديها لاأدري ماأقول فقالت بأبى الله عزوجل أن يدنس طرائف حكمته و خفى معرفته و مكنون محبته بممارسة قلوب البطالين قلت رحمك الله لو دعوت الله عزوجل أن يشغلني من محبته فنفضت يديها في وجهي فأعدت القول أقتضى الدعاء فقالت يا عبد الله امض لحاجتك فقد علم المحبوب ما ناجاه الضمير من أجلك ثم ولت و قالت لولا خوف السلب لبحت بالعجب ثم قالت أوه من شوق لا يبرأ إلا بك ومن حنين لا يسكن إلا