.
فعمد جهال القوم إلى يده فحلوها وأدخلوه معه في البيت الذي كان فيه وأغلقوا عليه الباب وهم يظنون أن سيقضي إليه بمكروه فلما كان بعد ساعة صاحوا به فأجابهم و خرج إليهم و كلمهم كلام عاقل وهو يبكي بكاء شديدا فقالوا له خبرنا بقصتك وما كان فقال دخلت على هذا الرجل وأنا على ما قد علمتم من علتي لاأعقل شيئا كما رأيتموني فقربني منه وأدناني و جعل يده على صدري والأخرى على رأسي فأحسست بطعم البرء يدب في جسمي حتى زال مابي فقالوا له ادخل معنا إليه فسله يدعو الله عزوجل لنا فدخل مع القوم إليه فلم يجدوه في البيت و ستره الله عزوجل عنهم فمن عقل منهم عظمت ندامته وكثر أسفه قال سهل وهذا الرجل من بيت المقدس يقال له إدريس بن أبي خولة الأنطاكي .
773 عبد العزيز المقدسي .
أبو بكر بن شاذان قال سمعت عبد العزيز المقدسي يقول وكان من الأبدال لما بلغت الحلم أخذت على نفسي أن أروضها وأمنعها من الآثام واستوفقت الله تعالى فوفقني واستعنت به فأعانني ولقد حاسبت نفسي من يوم بلوغي إلى يومي هذا فإذا زلاتي لا تجاوز ستة وثلاثين زلة ولقد استغفرت الله عزوجل لكل زلة مائة ألف مرة وصليت لكل زلة ألف ركعة ختمت في كل ركعة منها ختمة وإني مع ذلك غير آمن سطوة ربي عزوجل أن يأخذني بها وأنا على خطر قبول التوبة