.
766 أبو عباد الشامي .
إبراهيم بن منصور بن عمار قال سمعت أبي يقول قال لي رجل بالشام يا أبا السري عندنا رجل من العباد من أهل واسط العراق لا يأكل إلا من كد يديه وقد دبرت من سف الخوص صفحة يديه و لو رأيته لوقذك النظر إليه فهل لك أن تمضي بنا إليه قلت نعم فأتيناه فدققنا عليه بابه فخرج إلى الباب فسمعته يقول اللهم إني أعوذ بك ممن جاء ليشغلني عما أتلذذ به من مناجاتك ثم فتح الباب فدخلنا فإذا رجل ترى به الآخرة و إذا قبر محفور ووصيته قد كتبها في الحائط و كساؤه قد أعده لكفنه فقلت أي موقف لهذا الخلق فقال بين يدي من قال ثم صاح و خر لوجهه ثم أفاق من غشيته فقال له صاحبي يا أبا عباد هذا أبو السري منصور بن عمار فقال لي مرحبا ياأخي مازلت إليك مشتاقا أعلمك أن بي داء قد أعيا المتطببين قبلك قديما فهل لك أن تتأتى له برفقك و تلصق عليه بعض مراهمك لعل الله أن ينفع بك .
قال قلت و كيف يعالج مثلي مثلك و جرحي أنغل من جرحك قال وإذا كان كذلك فأني مشتاق إلى ذلك قال قلت إن كنت تمسكت باحتفار قبرك في بيتك و بوصية رسمتها بعد وفاتك و بكفن أعددته ليوم موتك فإن لله عزوجل عبادا اقتطعهم خوفه عن النظر إلى قبورهم قال فصاح صيحة ووقع في قبره و جعل يفحص