.
الحسن بن عرفة قال قال لي ابن المبارك استعرت قلما بأرض الشام فذهب على أن أرده إلى أصحابه فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي فرجعت يا أبا علي إلى أرض الشام حتى رددته على صاحبه .
شريح بن مسلمة قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول كاد الأدب يكون ثلثي الدين .
أبو بكر بن عبد الله بن حسن قال قال ابن المبارك طلبنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا .
أحمد بن الزبرقان قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول إن الصالحين فيما مضى كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا إلا على كره ينبغي لنا أن نكرهها .
عن القاسم بن محمد قال كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيرا ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة إن كان يصلي إنا نصلي ولئن كان يصوم إنا لنصوم و إن كان يغزو فإنا لنغزو و إن كان يحج إنا لنحج .
قال فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفئ السراج فقام بعضنا فأخذ السراج و خرج يستصبح فمكث هنيهة ثم جاء بالسراج فنظرت إلى وجه ابن المبارك و لحيته قد ابتلت من الدموع فقلت في نفسي بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا و لعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة ذكر القيامة