لهم من المدينة من طرفها فيقول كذا ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى مكة فقضوا حوائجهم قال لكل رجل منهم ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة فيقول كذا و كذا فيشتري لهم ويخرجهم من مكة فلا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مرو فإذا وصلوا إلى مرو جصص أبوابهم و دورهم فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة و كساهم فإذا أكلوا و شربوا دعا بالصندوق ففتحه و دفع إلى كل رجل منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه .
قال أبي أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة فقدم إلى الناس خمسة و عشرين خوانا فالوذجا .
قال و بلغنا أنه قال للفضيل بن عياض لولاك و أصحابك ما أتجزت .
قال أبي و كان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم .
محمد بن عيسى قال كان عبد الله بن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس و كان ينزل الرقة في خان فكان شاب يختلف إليه و يقوم بحوائجه و يسمع منه الحديث قال فقدم عبد الله الرقة مرة فلم ير ذلك الشاب و كان مستعجلا فخرج في النفير فلما قفل من غزوته و رجع إلى الرقة سأل عن الشاب فقالواإنه محبوس لدين ركبه فقال عبد الله و كم مبلغ دينه قالوا عشرة آلف درهم فلم يزل يستقصي حتى دل على صاحب المال فدعا به ليلا ووزن له