.
وبلغني عن أبي علي بن شاذان قال سمعت أبا جعفر محمد بن قتادة يقول سمعت محمد بن يوسف يقول كنت بمكة فكنت أدعو الله عزوجل وأقول يا رب إما أن تدخل قلبي المعرفة أو اقبضني إليك فلا حاجة لي في الدنيا و الحياة بلا معرفة .
قال فرأيت في النوم كأن قائلا يقول إن أردت هذا فصم شهرا ولا تكلم أحدا من الناس فيه ثم ادخل قبة زمزم وسل الحاجة ففعلت ذلك وختمت كل يوم ختمة فلما انقضى الشهر على ذلك دخلت قبة زمزم ورفعت يدي ودعوت الله عزوجل وسألته الحاجة فسمعت من البئر هاتفا يقول يا ابن يوسف اختر أيما أحب إليك العلم مع الغنى والدنيا أم المعرفة مع الفقر والقلب فقلت المعرفة مع الفقر والقلب فسمعت من البئر قد أعطيت قد أعطيت .
وكان محمد بن يوسف من المتدينين الأتقياء توفي في سنة ست وثمانين ومائتين .
667 أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم .
محمد بن حيان قال كان أحمد بن مهدي ذا مال كثير نحو ثلثمائة ألف درهم فأنفقه كله على العلم وذكر أنه لم يعرف له فراش أربعين سنة .
قال أحمد بن مهدي جاءتني امرأة ببغداد ليلة من الليالي فذكرت أنها من بنات الناس وأنها امتحنت بمحنة وأسألك بالله أن تسترني فقلت وما محنتك فقالت أكرهت على نفسي وأنا حبلى و ذكرت للناس أنك زوجي وأن ما بي من الحبل منك فلا تفضحني