.
658 عابدة من البحرين أو اليمامة .
عن ابن يسار يعني مسلما قال قدمت البحرين أو اليمامة في تجارة فإذا أنا بالناس مقبلين ومدبرين نحو منزل فقصدت إليه فإذا أنا بامرأة جالسة في مصلى لها عليها ثياب غليظة وإذا هي كئيبة محزونة قليلة الكلام وإذا كل ما رأيت ولدها وخولها وعبيدها والناس إليهم بالبياعات والتجارات فقضيت حاجتي ثم أتيتها فودعتها فقالت حاجتنا إليك أن تأتينا إن عدت إلينا لحاجة فتنزل بنا حاجتك .
قال فانصرفت فلبثت حينا ثم إني توجهت إلى بلدها في حاجة فلما قدمتها لم أر دون منزلها شيئا مما كنت رأيت فأتيت منزلها فلم أر أحدا فأتيت الباب فاستفتحت فإذا أنا بضحك امرأة وكلامها ففتح لي فدخلت فإذا بها جالسة في بيت وإذا عليها ثياب حسنة رقيقة وإذا الضحك الذي سمعت ضحكها وكلامها وإذا امرأة معها في بيتها فقط فاستنكرت وقلت لقد رأيتك على حالين فيهما عجب حالك في قدمتي الأولى وحالك هذه قالت لا تعجب فإن الذي رأيت من حالي الأولى أني كنت فيما رأيت من الخير والسعة وكنت لا أصاب بمصيبة في ولد ولا في خول ولا مال ولا أوجه في تجارة إلا سلمت ولا يبتاع لي شيء إلا أربح فيه فتخوفت أن لا يكون لي عند الله عزوجل خير فكنت مكتئبة لذلك وقلت لو كان لي عند الله خير ابتلاني فتوالت علي المصائب في ولدي الذي رأيت وخولي ومالي فما بقي لي منه شيء ورجوت أن يكون