.
يحيى بن بسطام قال كنت اشهد مجلس شعوانة كثيرا فكنت أرى ما تصنع بنفسها فقلت لصاحب لي يقال له عمران بن مسلم لو اتيناها إذا خلت قال فانطلقنا انا وهو إلى الأبلة فاستأذنا عليها فأذنت لنا فإذا منزل رث الهيئة اثر الجدب عليه بين فقال لها صاحبي لو رفقت بنفسك فقصرت عن هذا البكاء شيئا كان أقوى لك على ما تريدين قال فبكت ثم قالت والله لوددت اني ابكي حتى تنفد دموعي ثم ابكي الدماء حتى لا تبقى في جسدي جارحة فيها قطرة من دم وأنى لي البكاء قال فلم تزل تردد حتى انقلبت حدقتاها ثم مالت ساقطة مغشيا عليها فقمنا فخرجنا وتركناها على تلك الحال .
روح بن سلمة قال قال لي مضر ما رأيت احدا اقوى على كثرة البكاء من شعوانة ولا سمعت صوتا قط أحرق لقلوب الخائفين من صوتها إذا هي نشجت ثم نادت يا موتى وبني الموتى وإخوة الموتى .
قال محمد وقلت لأبي عمر الضرير أتيت شعوانة قال قد شهدت مجلسها مرارا ما كنت أفهم ما تقول من كثرة بكائها قلت فهل تحفظ من كلامها شيئا قال ما حفظت من كلامها شيئا أذكره الساعة إلا شيئا واحدا قلت وما هو قال سمعتها تقول من استطاع منكم أن يبكي فليبك وإلا فليرحم الباكي فإن الباكي إنما يبكي لمعرفته بما أتى إلى نفسه .
عن الحارث بن المغيرة قال كانت شعوانة تنوح بهذين البيتين .
يؤمل دنيا لتبقى له % فوافى المنية قبل الأمل