الصياد قلنا نعم قالوا هذا وقته الآن يجيء فقعدنا ننتظره فإذا هو قد أقبل مؤتزرا بخرقة وعلى كتفه خرقة ومعه أطيار مذبحة وأطيار أحياء فلما رآنا تبسم إلينا وقال ما جاء بكم فقلنا فقدناك وقد كنت غمرت مجلسنا فما غيبك عنا قال إذا أصدقكم .
كان لنا جار كنت أستعير منه كل يوم ذاك الثوب الذي كنت آتيكم فيه وكان غريبا فخرج الى وطنه فلم يكن لي ثوب آتيكم فيه هل لكم أن تدخلوا المنزل فتأكلوا مما رزق الله عز وجل فقال بعضنا لبعض ادخلو منزله فجاء الى الباب فسلم ثم صبر قليلا ثم دخل فأذن لنا فدخلنا فإذا هو قد أتى بقطع من البواري فبسطها لنا فقعدنا فدخل الى المرأة فسلم اليها الأطيار المذبحة وأخذ الأطيار الأحياء ثم قال أنا آتيكم إن شاء الله عن قريب فأتى السوق فباعها واشترى خبزا فجاء وقد صنعت المرأة ذلك الطير وهيأته فقدم إلينا خبزا ولحم طير فأكلنا فجعل يقوم فيأتينا بالملح والماء فكلما قام قال بعضنا لبعض رأيتم مثل هذا ألا تغيرون أمره وأنتم سادة أهل البصرة فقال أحدهم علي خمسمائة وقال الآخر علي ثلثمائة وقال هذا وقال هذا وضمن بعضهم أن ياخذ له من غيره فبلغ الذي جمعوا في الحساب خمسة آلاف درهم فقالوا قوموا بنا نذهب فنأتيه بهذا ونسأله أن يغير بعض ما هو فيه .
فقمنا فانصرفنا على حالنا ركبانا فمررنا بالمربد فإذا محمد بن سليمان أمير البصرة قاعد في منظرة له فقال يا غلام ائتني بإبراهيم بن شبيب بن شيبة من بين القوم فجئت فدخلت عليه فسألني عن