.
ولقد كنت أقرأ عليه الحديث في زمان الصبا ولم أذق بعد طعم العلم فكان يبكي بكاء متصلا وكان ذلك البكاء يعمل في قلبي وأقول ما يبكي هذا هكذا إلا لأمر عظيم فإستفدت ببكائه ما لم أستفد بروايته .
وكان مجلسه منزها عن غيبة الناس وكان رضي الله عنه على طريقة السلف وكنا ننتظره من يوم الجمعة ليأتي من داره بنهر القلائين إلى جامع المنصور فلا يأتي على قنطرة باب البصرة وإنما يمر على القنطرة العتيقة فسألته عن سبب هذا فقال كانت تلك دار إبن معروف القاضي فلما قبض عليه بنيت قنطرة .
قال وحدثنا أبو محمد التميمي عنه أنه أحل من يعبر عليها غير أني لا أفعل .
وكان مولده في رجب سنة إثنتين وستين وتوفي يوم الخميس الحادي والعشرين من المحرم سنة خمس وثلاثين وخمس مائة .
وعدته في مرضه وقد بلي وذهب لحمه فقال لي إن الله عز وجل لا يتهم في قضائه