إلى داره ثم دعا بي ونحى جميع من عنده وقال من أنت فقلت عبد الله بن الفرج فقال هذا الخاتم من أين لك فحدثته قصة الشاب فجعل يبكي حتى رحمته .
فلما أنس إلي قلت يا أمير المؤمنين من هو منك قال إبني قلت كيف سار إلى هذه الحال قال ولد لي قبل أن أبتلى بالخلافة فنشأ نشوءا حسنا وتعلم القرآن والعلم فلما وليت الخلافة تركني ولم ينل من دنياي شيئا فدفعت إلى أمه هذا الخاتم وهو ياقوت ويساوي مالا كثيرا فدفعته إليها وقلت لها تدفعين هذا إليه وكان برا بأمه وتسأليه أن يكون معه فلعله أن يحتاج إليه يوما من الأيام فينتفع به وتوفيت أمه فما عرفت له خبرا إلا ما أخبرتني به أنت ثم قال لي إذا كان الليل فأخرج معي إلى قبره .
فلما كان الليل خرج وحده معي يمشي حتى أتينا قبره فجلس إليه فبكى بكاء شديدا فلما طلع الفجر قمنا فرجع فقال لي تعاهدني في الأيام حتى أزور قبره فكنت أتعاهده بالليل فيخرج حتى يزور قبره ثم يرجع .
قال عبد الله بن الفرج ولم أعلم أنه إبن الرشيد حتى أخبرني الرشيد أنه إبنه أو كما قال إبن أبي الطيب