فلما كان المساء وزنت درهما فقال لي ما هذا قلت درهم قال ألم أقل لك درهم ودانق أف لقد أفسدت علي فقلت وأنا ألم أقل لك بدرهم فقال لست آخذ منه شيئا قال فوزنت درهما ودانقا فقلت خذ فأبى أن يأخذه وقال سبحان الله أقول لا آخذه وتلح علي فأبى أن يأخذه ومضى .
قال فأقبل علي أهلي وقالت فعل الله بك ما أردت إلى رجل عمل لك عملا بدرهم أن أفسدت عليه قال فجئت يوما أسأل عنه فقيل لي مريض فاستدللت على بيته فأتيته فاستأذنت عليه فدخلت وهو مبطون وليس في بيته شيء إلا ذلك المر والزبيل فسلمت عليه وقلت له لي إليك حاجة وتعرف فضل إدخال السرور على المؤمن أحب أن تجيء إلى بيتي أمرضك قال وتحب ذلك قلت نعم قال بشرائط ثلاث قلت نعم قال لا تعرض على طعاما حتى أسألك وإذا أنا مت أن تدفنني في كسائي وجبتي هذه قلت نعم قال والثالثة أشد منهما وهي شديدة قلت وإن كان .
قال فحملته إلى منزلي عند الظهر فلما أصبحت من الغد ناداني يا عبد الله فقلت ما شأنك قال قد احتضرت افتح صرة على كم جبتي قال ففتحتها فإذا فيها خاتم عليه فص أحمر فقال إذا أنا مت ودفنتني فخذ هذا الخاتم ثم أدفعه إلى هارون أمير المؤمنين وقل له