فضل اليد الطولى والقدم الراسخ إلى أن قال كان ممن قرأ القرآن بالحروف وازدحم الناس على القراءة عليه والفوز بما لديه وطلب الحديث قديما ولم يزل لذلك مديما وللسنة النبوية خديما حتى لقد سمعت بقراءته بدمشق على ابن مؤمن وابن الواسطي قطعة كبيرة من المعجم الكبير لأبي القاسم الطبراني وربما قرأت عليه وعلى ابن الواسطي شيئا مما اشتركا فيه من الروايات العراقيات عن عمر بن كرم والسهروردي وأمثالهما ثم قال ولم يرزق في سماعه القديم حصولا على الغرض ولا وصولا إلى العالي بطريق العرض ومع ذلك فكانت عنده فوائد غريبة ومرويات من العوالي كثيرة إلى ان قال وكان في التذكير مقدما وبالمواعظ الحسنة معلما تنسلي إليه معاني الأدب في مواعظه وغيرها من كل حدب سجية عراقية تمازج النسيم وتعطر أسحارها من أشجارها على كل شميم يرتجلها كيف يشاء ولا يؤجل الأشياء ناولته يوما استدعاء اجازة ليكتب عليه فكتب مرتجلا .
( أجزت لهم رواية كل شي % سماعا كان لي أو مستجازا ) .
( وما نوولته أيضا إذا ما % توخوا في روايته اجتزازا ) .
( وما قد قلته نظما ونثرا % فقد أضحى الجميع لهم مجازا ) .
وكان رحمه الله تعالى كبير الإيثار لا يبقى معه درهم ولا دينار بلغني أن تاجرا يعرف بابن السويقي كان يبعث إليه كل عام ألف دينار فيفرقها في أيسر زمان وينفقها قبل أن تستقر في الفقراء والأخوان إلى أن قال ولم يزل على منهاج ليس له من هاج حتى مضى لسبيله وقضى ولم