كان ممن نظر في العلوم فبرع فلا علائها بحرا وطالع في سمائها بدرا وشارك في فروع الفقه وأصوله وخاض في معقول العلم ومنقوله وعني بطلب الحديث أحسن عناية فحصل بالسماع والإجازة على كثير من الرواية وكلف بالأدب فدرت عليه ديمته وجادت له بما شاء شيمته ثم أخذ في طرق التصوف والتسلك والتعرف بأرج سلفه الصالح والتمسك ففاضت عليه عوارفها فاجتنى غروسها يانعة واجتلى شموسها طالعة وجمع في ذلك مجموعات وأوضح في مجلسه موضوعات إلى أن قال ولي دار الحديث الكاملية فقام بها أحسن قيام ولم يزل معظما عند الخاص والعام متصديا لإبلاغ السنن وأسباغ المنن قائما بقضاء الحاج على أحسن منهاج من أرفاد مسترفد وانجاد مستنجد والتفريج عن مكروب والتعريج على أكرم مطلوب تلقاه بما شئت من أريحيه وسجية سخية باد فضلها وطريقة مثلى لم ير مثلها إلى أن تم حمامه وانقطع من الحياة زمامه فقضى وغص بجنازته الفضا ولم يشهد الناس مثل يومه مشهدا ولا وردوا كثرة مثل نعيه موردا وذلك في ليلة الثامن والعشرين من المحرم سنة ست وثمانين وستماية ودفن رحمة الله تعالى عليه بسفح المقطم حضرت جنازته والصلاة عليه انتهى