وعاقل مضاغن وما والله يؤانسني إلا أني كلما تأثر الخاطر من عظيم ما أسمع استحضرت إطلاع الله عز وجل على البراءة من مثقال الذرة من ذلك واستحضر قوله ( ألا تنظرون كيف يوقع الله عز وجل شتم قريش ولعنهم يلعنون مذمما ويشتمون مذمما وأنا محمد ) إشارة إلى أن الذم يتعلق بالصفة لا بالمنسوب إليه إذا عري عن تلك الصفة ومنها جواب كتاب كتبه إليه يعتب على بعض أصحابه ويشكوه إليه في أمر أمر الله تعالى فيه فلم ينهض بقضائه فكمل من جملة ما كتب به أن قال رأيت لبعض علماء الأولياء وأولياء العلماء في قوله ( أطيب ما أكل الرجل من كسب يده ) إن كسب يده أن بيضت وجهه ويرفع يديه إلى الله عز وجل في حوائجه بشيء ثم قال فهذا الكسب هو حاصل أموالنا ونطلب الذي لا يغيض ولا يزال يفيض إن شاء الله تعالى فاعتمدوه أكثر من عادتكم تقبل الله تعالى منكم في الدنيا والآخرة انتهى وهو أبقاه الله تعالى من الفقهاء المعتبرين بالقطر اليماني والمنفردين بالحفظ به الآن بالإجماع والمرجع إليه به في هذا الفن عند النزاع فالله تعالى يبقيه ويكفيه