كبده وعالجه الأطبار أزيد من شهرين ثم عرض له وعك وحمى عظيمة إلى أن آل أمره إلى الإسهال فأفرطه إلى أن مات في يوم الخميس سابع عشر شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة تغمده الله تعالى برحمته وأسكنه فسيح جنته وبالجملة فلم يخلف له بعده في مجموعة مثله .
وفي هذه السنة مات بالمدينة الشريفة على الحال بها أفضل الصلاة والسلام الشيخ خليل بن هرون المالكي في شهر رمضان وقاضيها ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح المدني الشافعي في صفر وبدمشق مسندها المعمر الرحلة زين الدين عبد الرحمن بن المحدث محمد ابن طولوبغا السيفي الناصري التنكزي الدمشقي وبمكة المشرفة الفقيه نور الدين علي بن هاشم بن غزوان الهاشمي في شهر ربيع الثاني وبدمشق مدرس الأمينية تاج الدين محمد بن أحمد بن إسماعيل الحسباني وبمكة رئيس المؤذنين بها جمال الدين محمد بن حسين بن عبد المؤمن في شهر ربيع الأول .
حدثنا الإمام الحافظ ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين المصري وقرأته عليه استملاء في يوم الجمعة من ذي الحجة الحرام سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة في المسجد الحرام لما قدم علينا حاجا قال أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل سماعا عليه بقراءة والدي رحمة الله تعالى عليهما قال أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن العجمي بقراءتي عليه وشافهنا عاليا بدرجة المعمر أبو