ابن حجر فهرسا بالكتب المشهورة فكان يحدث منها وقد خرجت أربعين حديثا عن أربعين شيخا من روايته وجماعة من مشايخنا قرأتها على بعضهم اشتغل الكثير على أبيه وعلى غيره القليل وكان قوي الحافظة لديه ذكاء وفطنة حفظ مختصرات وولي توقيع الدست ثم قضاء العسكر ودرس بعدة أماكن فاشتهر اسمه وطار ذكره وانتهت إليه رياسة الفتوى لا سيما بعد وفاة والده وولي القضاء بالديار المصرية عدة مرار إلى أن مات وهو متول وكان رحمة الله تعالى عليه عفيفا نزها حسن البشر والود محبا في العلم ماهرا في الفقه كثير المطالعة في كتب الحديث قال الحافظ شهاب الدين بن حجر كان يحب فنون الحديث محبة مفرطة وتأسف على ما ضيع منها ويحب أن يشغل فيها وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين في كتاب التبيان لبديعة البيان شرح ألفيته في الحفاظ كان عين أعيان الأمة خلف والده في الاجتهاد والحفظ وعلوم الإسناد رأيته يناظر أباه في دروسه ويناقشه فيما يلقيه من نفسه مع لزوم حرمة الآباء وحفظ مراتب العلماء وله على صحيح البخاري تعليقات نفيسات ومنها بيان ما وقع فيه من المبهمات وله نظم ونثر وعدة مصنفات قلت منها في التفسير والفقه ومجالس الوعظ وله حواش على نسخته من الروضة جردها بعض طلبته في مجلد ضخم وجمع له فتاوى أيضا وتعليقه على البخاري سماه الإفهام لما في البخاري من الإبهام أجازني بما له روايته وليس هو من شرط كتابنا هذا وإنما ذكرته تبعا لشيخنا الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين