العصر إلى الغروب من رأس القلم غالبا إلى أن صار يضرب به المثل في العلم ولا تركن النفس إلا إلى فتواه وكان لا يأنف من تأخير الفتوى عنده إذا أشكل عليه منها شيء إلى أن يحقق أمرها من مراجعة الكتب لئلا يلام في الفتوى بأن قيل يغير رأيه عما يفتي به وما ذاك ألا لسعة علمه رحل إليه الطلبة من الآفاق الشاسعة للقراءة عليه فانتفعوا به وتخرج به خلائق لا يحصون وخضع له الأئمة من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والنحويين وتلمذوا له لما بدا لهم من كثرة محفوظه لا سيما لنصوص الشافعي رضي الله عنه والمعرفة التامة بهذه العلوم مع