@ 269 @ الخنزير فقلت له إن السيد المرتضى قائل بطهارة ما لا تحله الحياة من نجس العين ووجود هذا الخط على هذا السن ربما يؤيد كلامه طاب ثراه فإن السن مما لا تحله الحياة انتهى ومن المقربين إليه من الحذاق الحكيم شفائي وكان حكيمه وطبيبه ونديمه الخاص وكان شاعراً مطبوعاً مليح التخيل وكان عند الشاه في المكانة المكينة ثم غضب عليه فحمى ميلاً حديداً وكحله به فأعماه وأبعده عن مجلسه وأحواله وأموره غريبة جداً ومما يحكى عنه في باب اللطائف والنكات مما يستظرف وأبدعها ما كان يقع له مع الرسول المرسل إليه من طرف سلطاننا السلطان مراد المسمى بإنجيلي جاويش وكان طلق اللسان حاضر الجواب نهاية في اللطائف والأعاجيب وكان الشاه يبتدره بمخترع من الفعل أو القول ويقصد بذلك الأزراء بجانب سلطاننا فيجيبه عنه بأحسن جواب يدفع به ذلك الأزراء وربما قلت عيانه فأزرى بطرف الشاه وكان الشاه يعجب من تيقظه وينتقل معه انتقالات عجيبة خارجة عن هذا الأزراء ومن جملتها أنه جلس الشاه يوماً على حرف جبل في الصحراء والجاويش المذكور عنده فقال له الشاه أتحبني فقال له نعم فقال إن كنت تحبني فارم بنفسك من هذا الجبل إلى تحت فقام ومشى مسافة بعيدة إلى ظهر الجبل ثم رجع وهو يركض حد الركض حتى انتهى إلى طرف الجبل ثم وقف فقال له الشاه مالك فقال محبتي لك انتهت إلى هذا المحل وأراها لا تتجاوز وله من هذا القبيل أشياء أخر وللشاه عباس في سياسة الرعية والرعاية لجانبهم والذب عنهم وإكرام التجار الواردين إلى بلاده من أهل السنة أحوال مستفيضة شائعة وبالجملة فلم يجيء من سلسلتهم مثله وكانت وفاته في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وألف بدار ملكه مدينة أصفهان ودفن بأردبيل في تربة الشيخ صفي الدين وكان عمره ينيف عن السبعين .
عبد الأحد الشيخ البركة نزل قسطنطينية هو رومي الأصل ولا أدري نسبته إلى أي بلدة وكان خلوتي الطريقة وهو والشيخ عبد المجيد السيواسي رفيقا عنان في الصلاح والزهد والمعرفة والإتقان وكان عبد الواحد من أفراد العباد معتقداً معظماً مبجلاً وكان له مريدون وأذكار ووعظ ونصيحة وبالجملة فهو من خيار الخيار وكانت وفاته في سنة إحدى وستين وألف بمدينة قسطنطينية .
عبد الباري بن محمد بن عمر بن عبد القادر بن أحمد بن حسن بن عمر بن