@ 238 @ حسنة الأسلوب تدل على زيادة تبحره منها بعض تعليقات على تفسير البيضاوي وله رسائل كثيرة لم يبيض منها شيئاً من سواد مسوداته وأشعاره بالتركية ومنشآته سائرة مرغوبة وكان مغرماً بالكيمياء وعملها وله مهارة كلية في تحقيق علمها وألف فيها مؤلفات وأتلف عليها مالاً كثيراً وكان أكثر اشتغاله في العلوم على المولى محمد الكردي الشهير بمنلا جلبي قاضي القضاة بالشام الآتي ذكره إن شاء الله تعالى ولازم من المولى عبد الله بن عمر معلم السلطان عثمان أبوه الآتي ذكره أيضاً وحج في صحبة والده لما ولي قضاء مكة في سنة خمسين وألف ثم عاد إلى الروم ودرس بمدارس قسطنطينية إلى أن ولي المولى شيخ الإسلام يحيى بن عمر المنقاري الفتيا وراجت في زمنه بضاعة الأفاضل وصدر منه الامتحان للمدرسين فكان صاحب الترجمة ممن ظهرت فضيلته وبانت مزيته وشهد له بالفضل فصيره مدرساً بمدرسة أياصوفية ثم ولاه المدرسة السليمانية وأعطى رتبة دار الحديث ومنها صار قاضياً بينكى شهر برتبة قضاء الشام ثم ولي قضاء بروسة ثم مصر وبها توفي وهو قاض وكانت وفاته في سنة ثلاث وثمانين وألف عن اثنتين وخمسين سنة رحمه الله تعالى .
صالح بن عبد القادر الخلوتي الكبيسي الدمشقي الشافعي ثم الحنفي كان فاضلاً صالحاً أخذ طريق الخلوتية عن الشيخ أحمد بن علي بن سالم المقدم ذكره ولزم العبادة والأوراد وحصل في التصوف معرفة ونظم الشعر لكن لم أقف من نظمه على شيء حتى أثبته له وكانت ولادته في أواخر ذي الحجة سنة سبع وأربعين وألف وتوفي يوم الجمعة ختام شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وألف ودفن بمقبرة الفراديس .
صالح بن علي الصفدي الحنفي مفتي الحنفية بصفد كان فقيهاً فاضلاً حسن التحرير رحل في مبدأ أمره إلى القدس وأخذ بها عن الشيخ العارف بالله تعالى محمد العلمي ثم رحل إلى القاهرة وتفقه بها على الحسن الشرنبلالي والشهاب الشوبري المقدم ذكرهما وأخذ الحديث وغيره عن الشيخ سلطان والشمس البابلي وغيرهما ورجع إلى وطنه فدرس وأفاد وألف وله من التآليف الشهيرة كتابه بغية المبتدى في اختصار متن الكنز ثم سكن عكة وكان يفتي بها إلى أن مات ابن عمه أبو الهدى في سنة خمس وخمسين وألف وكان مفتي الحنفية بصفد فوجهت الفتوى بها إليه وانتقل إليها وسكنها ولم يزل مفتياً بها إلى أن مات في سنة ثمان وسبعين وألف رحمه الله تعالى