@ 225 @ لا يخلو عنها وبالله التوفيق وكانت وفاة صاحب الترجمة .
شرف الدين المعروف بالدمشقي الشافعي أحد أفاضل الشام المشهورين بالفضل التام وكان متجراً ذا فنون كثيرة قرأ الكثير وضبط وقيد وجلس مجلس التدريس ونفع كثيراً من الأفاضل أخذوا عنه وانتفعوا به وصار معيد درس الحديث تحت قبة النسر وشيخه إذ ذاك الشمس محمد الميداني وكان الشمس يجله كثيراً ويعظمه ومرض مرة سبعة أيام فترك الدرس لأجله وكان له حلقة تدريس بمسجد هشام في سوق جقمق يقري به دروساً خاصة وعن غريب أمره أنه كان في علم العروض ثاني الخليل إلا أنه لم يتفق له نظم بيت وكان إذا قرأ الشعر قرأ على طريقة المجودين بمراعاة الإظهار والإدغام والإخفاء وغير ذلك فيقع سمحاً بارداً وكان شيخنا النجم الفرضي يثني على تحقيقه وحسن تفهيمه وهو ممن أخذ عنه ونحا نحوه وبالجملة فإنه كان من كبار العلماء الذين ظنت حصاة فضلهم في الآفاق وكانت وفاته بعد عصر الأربعاء ختام شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وألف ودفن بمقبرة باب الصغير .
شرف الدين العسيلي القدسي كان من الأدباء أهل النادرة وكان يعرف علم الرمل والزايرجا واتفق له أنه سافر إلى الروم والمولى عبد الرحيم بن محمد الذي صار آخر أمره مفتياً في الدولة العثمانية قاضي العساكر باناطولي فاستخرج له أنه في شهر كذا يرسل الملك خليفه ويوليه الافتاء وأخبرهم بذلك فلما وقع له ما قاله أحسن إليه وقربه وولاه قضاء شبشير من أقليم مصر فذهب إليها وعاد إلى الروم فأعطاه قضاء المنزلة فاختر منه المنية قبل ضبطها وكان له شعر رأيت له هذه القصيدة كتبت بها إلى مفتي الحنفية بالقدس الشيخ هبة الله بن عبد الغفار العجمي ملغزاً وهي قوله | % ( سليل المعالي فرع أصل الفواضل % وبدر العلي يا شمس أفق الأفاضل ) % | % ( ويا واحدا في الدهر ما بين أهله % وإنسان عين الفضل روح الكامل ) % | % ( ويا هبة الله الجليل جماله % وواسطة العقد الفريد المماثل ) % | % ( أفدني رفيع الشان يا واحد العلى % منيع الذرى قطبا بصدر المحافل ) % | % ( فيا اسم به شيء لطيف مصحف % كذا فيه معنى القرب يبدو لواصل ) % | % ( تصرف بقلب ثم حرف مصحفا % ترى صنعتي ضدا حوتها معاولي ) % | % ( وفيه بقلب اسم فاضل عصره % وثانيه وردي من ثغور المناهل ) %