@ 206 @ | % ( خلفت عليا يا ابنه في خلائق % تساوي بها فرع زكي وعنصر ) % | قلت هذا القدر هو المقصود مما نحن فيه وهذا الشعر هو السحر الحلال فلله دره ما أسلس قياده وأعذب ألفاظه وأحسن سبكه وألطف مقاصده ومن ملحه قوله | % ( نزلنا بحكم الراح عندك منزلا % نهبنا به الأفراح في ظله نهبا ) % | % ( تدير علينا من حديثك خمرة % وأخرى من الراح المعتقة الصهبا ) % | % ( فرحت فلا والله أعلم ما الذي % تعاطيت راحا كان أم لفظك العذبا ) % | % ( كان إذا اشعشعتها أكفنا % نقلب من كاساتها أنجما شهبا ) % | ومن غزليانه قوله | % ( ولكم بكرت إلى الرياض للذة % في فتية بيض الوجوه صباحها ) % | % ( تهتز في ورق الشباب قدودهم % كغصونها وثغورهم كاقاحها ) % | % ( حتى إذا عادوا لوصلي عاودت % أرواح لذاتي إلى أشباحها ) % | ومن مطرباته التي استوفت أقسام الظرف قوله | % ( بدا فكأنما قمر % على أطواقه ظهرا ) % | % ( يعز إذا خضعت له % وإن دانبته نفرا ) % | % ( ولم أر قبل مبسمه % ثمين الدر ما صغرا ) % | % ( يظل به على خطر % فؤادي كلما خطرا ) % | ومما يستجاد له قوله | % ( صب جفا في فراقك الرفقا % جار عليه الهوى وما رفقا ) % | % ( يكفيه من حالتيه أن له % فما صموتا وناظرا قلقا ) % | % ( ودمع عين يبدو فاكتمه % منحبسا تارة ومنطلقا ) % | % ( وقفت أستنطق الربوع له % لو أن ربعا لسائل نطقا ) % | % ( عين ترى أن تراك لا سكبت % للبين دمعا ولا اشتكت أرقا ) % | % ( هل فيك من رحمة تعين بها % إنسان عين أحرقته غرقا ) % | % ( وغصن بان مشى فعلمني % لما تثني وشاحه القلقا ) % | أحسن منه قوله أبي تمام | % ( وإذا مشت تركت بقلبك ضعف ما % يحليها من كثرة الوسواس ) % | رجع | % ( أورق بالحسن نبت عارضه % وأحسن الغصن ما اكتسى الورقا ) %