@ 204 @ .
سالم بن محمد عز الدين بن محمد ناصر الدين ابن عز الدين بن ناصر الدين بن عز العرب أبو النجا السنهوري المصري المالكي الإمام الكبير المحدث الحجة الثبت خاتمة الخفاظ وكان أجل أهل عصره من غير مدافع وهو مفتي المالكية ورئيسهم وإليه الرحلة من الآفاق في وقته واجتمع فيه من العلوم ما لم يجتمع في غيره مولده بسنهور وقدم إلى مصر وعمره إحدى عشرة سنة وأخذ عن الإمام المسند النجم محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر الغيطي الإسكندري ثم المصري صاحب المعراج وعن الإمام الكبير الحجة الشمس محمد النوفري المالكي وأدرك الناصر اللقاني وأخذ عنه الجم الغفير الذين لا يحصون من أهل مصر والشام والحرمين منهم البرهان اللقاني والنور الأجهوري والخير الرملي والشمس البابلي والشيخ سليمان البابلي وممن لازمه وسمع منه الأمهات الست كملا الشيخ عامر الشبرواي وله مؤلفات كثيرة منها حاشية على مختصر الشيخ خليل في الفقه وهي عزيزة الوجود لقلة اشتهارها وانتشارها ورسالة في ليلة النصف من شعبان وغيرهما وكانت وفاته في يوم الثلاثاء ثالث جمادى الآخرة سنة خمس عشرة بعد الألف ودفن بمقبرة المجاورين وبلغ من العمر نحو السبعين وأرخ بعضهم وفاته بقوله | % ( مات شيخ الحديث بل كل علم % سالم ذو الكمال أفضل حبر ) % | % ( قلت من غير غاية لبكاء % أرخوه قد مات عالم مصر ) % .
سرور بن الحسين بن سنين الحلبي الشاعر المشهور كان أحد أفراد الزمان في النظم وله شعر بديع الصنعة مليح الأسلوب مفرغ في قالب الحسن والجودة ولما فارق وطنه بحلب وسارع إلى طرابلس الشام لمدح أمرائها بني سيفا والأمير محمد بينهم إذ ذاك مقصد كل شاعر وممدوح كل ناطق أكرم مثواه وأحسن قراه فبغضه شعراء الأمير الموجودون عنده والمقربون إليه وذلك لأقبال الأمير عليه وركبوا كل صعب وذلول في سبه حتى خاطب الأمير حسين بن الجزري المقدم ذكره بقوله معرضا بسرور | % ( وحقك ما تركتك عن ملال % وبغض أيها المولى الأمير ) % | % ( ولكن مذ ألفت الحزن قدما % انفت مواطنا فيها سرور ) % | ولم يزل في تلك الغربة إلى أن قضى وما قضى وطره ومدائحه في بني سيفا غاية ومن جيدها قصيدته الرائية التي قالها في مدح الأمير محمد ومستهلها