@ 190 @ | % ( تعز أخي إن كنت ممن له عقل % ولا تبد أحزانا إذا ذهبت نعل ) % | % ( ولا تعتب الدهر الخؤون فدأبه % لعقد اجتماع الشمل دون الورى حل ) % | % ( لحى الله دهرا لا يزال مولعا % بتكدير صفو العيش ممن له فضل ) % | % ( يفرق حتى شمل رجل ونعلها % أشد فراق لا يرى بعده شمل ) % | % ( فما شئت فاصنع ما اللبيب بجازع % ولا تارك صفوا ولو زلت النعل ) % | % ( بحقك قم نسعى إلى الراح سحرة % نجدد أفراجا لكل صدا تجلو ) % | % ( إلى دار لذات وروض مسرة % لرحب فناها من غصون المنى ظل ) % | وقد أورد له هذه الأبيات الخفاجي في ترجمته وذكره معارضات وقعت لها في هذا الخصوص وقد ترجمه الشهاب ترجمة لطيفة وكان في سنة خمس وثلاثين وألف موجود في الحياة فأني قرأت بخطه في آخر رسالة التنبيهات أنه فرغ من كاتبها يوم الأحد ثاني عشرى صفر سنة خمس وثلاثين وألف ثم أخبرني بعض الحلبيين ممن يعرفه أنه توفي في حدود سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين بعد الألف والله أعلم .
زين الدين بن حسين بن الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن الحاج با فضل التريمي قال الشلي في ترجمته شيخ مشايخنا الإمام المشهور ذو الأحوال الشهيرة ولد بمدينة تريم ونشأ بها وحفظ القرآن وغيره واشتغل في أنواع العلوم أخذ الفقه عن الشيخ محمد بن إسمعيل با فضل والسيد عبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهما وتصوف على والده حسين وسمع منه ولازمه حتى تخرج به وأخذ عن السيد الجليل عمر بن عبد الله العيدروس ولبس منه الخرقة وجد في الإشتغال حتى صار أوحد زمانه وانتصب للأقراء والتدريس وإنتفاع الناس وبرع في العلوم وتميز وطار اسمه واشتهر ورحل الناس إليه للأخذ عنه وأثنى عليه فضلاء عصره طبقة بعد طبقة وممن انتفع به الإمام زين العابدين والسيد علوي بن عبد الله وشيخنا شقاف بن محمد العيدروسيون وسيدي الوالد الوالد وشيخنا أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين وغير هؤلاء وأكثر علماء تريم الذين أدركناهم بها من طلبته وكانت سيرته أحسن سيرة قويا من عنف لينا من ضعف لا تأخذه في الله لومة لائم مهابا أمره كله جد لا يكاد يرى ليلا أو نهارا في غير عمل صالح وهو لعمري جدير بكل نعت جميل وثناء حسن ومناقبه مشهورة وترجمته تلميذه السيد شيخ بن عبد الله العيدروس في السلسلة وقال كان متفننا في جميع العلوم مستشارا في المعضلات واحد عصره